إهاب,
مباركٌ تغيير الاسم
وللصراحة .. حفظت قصيدتك أيضا لأقرأها .. ولكن لابد أن أعلّق على قصيدتك الخاتَمية
اقتباس:
و رقـى الـحـنانُ لأضـلعي فـدِمائها
ما أجملها من صورة حين بدأت تخلق الحياة بين هذه الأضلع !!
ولكن ماذا قصدتَ بـ : رقى ؟
وأظن أنك قصدتَ : دماؤها ، لنها معطوفة على الحنان مرفوعة مثلها
اقتباس:
كنتم لروحي بعضها وتموتُ عشـ
ـراً من هـواها خوفَ أن تـسلاكم
رائع
اقتباس:
قـمـرُ الـسـمـا بـضـيائته ِ قـنديلُ نو
ر ٍ قــد رقــى و مـدادهُ عـيـنـاكم
جعلتَ التشبيه جديداً هنا بطريقة رااائعة
فالجدة أن القمر هو الذي يستمد النور من العيون المنيرة .. فكأن العيون هي الشمس الوضاءة
ولكن ..
هل قصدتَ ضياءاته ؟ أو ضياءه ؟
اقتباس:
فصبرتُ علـِّي أنقضي كالوقت ِأو
يقـضي عـليِّ الـوقتُ في ذكـراكـم
ذكرتني بشطر في بيتٍ لحافظ ابراهيم ..
كم ذا يغالبه ويغلبني دمعٌ إذا كفكفته هتنا
اقتباس:
و منايَّ أن ألـقى خـيالاً مـنكمُ
في الـنـوم ِ يـُنـسـيـني مرارَ نواكم ُ
و إذا نفضتُ النوم َ عن جفن ِالردى
فـدُمـوع ُ عـيـني لا تـكفُّ بـكـاكم ُ
و كـأنـها لـبـكـاكـمُ نـُذرت فلا
تـَهـمي حـُشاشة روحها لـسواكم
سحرتني هذه الأبيات ..
فهو يهرب إلى النوم علّه يراهم ، ولكن حين يطير النوم من عيون العاشقين تأتي الدموع لتطفئ النار الشوق والبعد
اقتباس:
فـي البعـد ِ كـان فؤادُ صدري تائهٌ
تائها ً
أما الآن .. وبقراءة أخرى ..
في المقطع الأول ذكرتَ مدى حبك الشديد وشوقك الكبير لهم ، فبعدهم عنك العذاب والبكاء والحزن على الرغم من أنهم يسكنون في الحشى ، لكن المرأى أمرٌ آخر وراحة أخرى وماء يطفئ نار البعد والحنين
كما أنك تحدثتَ عن فعلهم بك وأنت المتيم بهم الواقف على أعتابهم
إننا في أبياتك هنا نلمح تلذذاً بالعذاب والوقوف على الأعتاب بكل رضىً وسعادة
والألفاظ دلت على ذلك ..
( كنتم لروحي بعضها - المداد عيناكم - مناي ان ألقى خيالا منكم )
أما في المقطع الثاني ..
فقد شبهت هذا البعد بالختم الذي يطوق ويخنق ، فصار هذا العذاب عذاباً حقاً وألماً لا سعادة ، فهم قد سُرِقوا منك من أجل مال لا من أجل حب آخر .. قد خُدِعوا
والألفاظ دلت على ذلك أيضاً ..
( صرتم لغيري منحة - كأنه حول الخناق سلاسل - رهين وأسير )
استخدمتَ الأسلوب الخبري في قصيدتك لتصف لنا حالك في بعدهم وألمك في فراقهم ، مع استخدامك للأسلوب الإنشائي في الشرط والاستفهام
استخدمت أسلوب القَصْر : أنا الندى ..
فأنت الندى ولا أحد سواك ، ونوع أسلوب القصر هنا استخدام الضمير مع كلمة فيها أل التعريف
ألفاظك في الأبيات الأخيرة كانت عن الكواكب والمجرات ، فكأنك أوحيت لي بأن هذه القصيدة كتبت ليلاً وأنت متأمل لكل هذا ، خاصة حين بدأتَ في أول القصيدة بـ (قمر السما)
طبعاً مع استخدامك الموظّف للتشبيهات بالاستعانة بأدوات التشبيه ،استخدمت أيضاً الصور التمثيلية لترسم لنا صورك الخاصة في مخيلتك بألوانك بطريقة رائعة محببة
ولكن يخطرلي سؤال لمَ اخترتَ الخاتم ليكون المقيّد ؟ لمَ لم تختر السوار أو العقد أو القيد ؟
إهاب,
صدقاً .. فإن الحديث في هذه القصيدة يطول لجمالها ومدى شاعريتها ومساسها للمشاعر والروح ..
أهنئك ، فسلمت يداك