إن لقلمك طواعيةً في الشعر..آلانته مشاعرك الدفاقة العارمة..فكان أن أثريت كل صفحةٍ وجد اسمك فيها بأفكارٍ ومعانٍ وأوزان تقولبت في قالب الشعر لتكون تحفةً يتغنى بها
ولا أشير بملاحظتي هذه على قصيدتك هنا فقط..وانما على سابقتها أيضاً التي حرمني "خط الانترنت" شرف ارسال ردي فيما كتبت فيها
أما هذة القصيدة..فأرى فيها البساطة على كل وجه فبحرها من البحور السهلة سريعة الرتل.. وقافيتها النونية من أشهر القوافي البسيطة المحببة للقلب..ومعانيها في المتناول لسهولة اللفظ..وتساير الفكرة مع الواقع الملموس
اقتباس:
كالـطـيـفِ مــسـاءً وافـانـي ------فـِكـرٌ قد هـيـَّـجَ أشـــجاني فـأثـارَ جـِـراحاـً أصـغـرُها ------ كـضِفـاف ِ البحر ِ الملآن ِ وأحال َ حروفاً في صدري ------ لـمـرايـا تـعكـسُ وجداني فـنـطـقـتُ الآه َ و يـتـبـعـها ------ شطرٌ من شِعر ِ الأوطان ِ
وهذه أرق أبياتك..وقد بادرت بمداعبة شغاف القلوب فمن منا لا توافيه بعض الأطياف مساءً..وتهيج أشجانه الأفكار..ولا تكون عادةً إلا في المؤلم منها..والمؤلم من الذكريات فكان جلياً أن تذكر الجراح..ورائعاً تشبيه أصغرها بالبحر الملآن "وأعرف أن لولا ضرورات الوزن ما كنت لتذكر الضفاف "
ثم ذكرت بجمالية سحرتني أن شعرك هذا وحروفك هذه هي مرايا تعكس مافي قلبك..وبديةً لم أعلم مرادك من آهٍ من الشطر الأول..ثم يليها شطر من شعر الأوطان..إلى أن أكملت قصيدتك...
والحق يقال..أنها أربع أبيات أخذت في قلبي كل مأخذ
وتجنباً لكثرة التفصيل..أقتبس ما أعجبني على سبيل المثل لا الجمع
اقتباس:
فـزماني يـا وطـنـي ثـَـمِـلٌ ------ يَـتـمَايـلُ مثـلَ الـسـكران ِ لا تـعـرفُ فـيه ِ الحـقَّ ولا ------ من ينـشـدُ عـدلَ الميزان ِ
جميلٌ منك تربيتك على أكتاف الوطن مواسياً مبرراً..للحظة نظنك تطعن بالزمان ثم يكشف البيت الثاني أن العلة في قاطني هذا الزمن من طغاة
اقتباس:
و مـُنـاهـم هـتـكَ عروبتـنـا ------ والفـِسـقَ بها بالحـســبان ِ
هنا تجلى معنى عنونتك للقصيدة..رائع جداً حورس هذا التشبيه فقد أجللت العروبة وقدستها وأغليتها على العرب..إلا أنه طعنٌ بالعرب لا بالعروبة أن تكون في هذا الزمان واهية لدرجة أن تهتك..فالهتك لا يكون للجلِد القاسي وانما للرقيق الضعيف...وهو -ولأنه ليس بمشيئة العرب- اغتصاب
وهنا أعترض على جيوش الصلبان فليست بحرب صليبية تشن على المسلمين فقط..بل لها أهداف سياسية وأخرى مادية كثيرة.. كمان أن المعروف أن دوراً عظيماً لليهود فيها
اقتباس:
لا ينجـو من مـوت ٍ داني -------- إلّا لـِـيـَرى مــوتـاً ثـانـي
وهذا بيت جميل لوصف حال أهل الحرب..وكأنه يلخص المشاهد كلها..كما أن فيه من جمال التصريع والجناس ما يستحق أن يذكر..وكذا أغلب أبيات القصيدة
اقتباس:
يا لـيـتَ ضلـوعي بـارودٌ ------ فـي أيـديـهـم فـي المـيدان ِ يا لـيت عظامي من حجر ٍ ------ فـي أيـدي طـفـل ٍ ربـَّاني
مع أن سبب أقتباسي لهذه الأبيات هو جمالها حقاً ولشدة ما أثارته فيي من طرب..وحمية إلا أنني أتسائل الآن هل اضطرتك القافية لكلمة "رباني" أعتقد ذلك..فهي وإن كانت صفة مستخدمة..إلا أنها لا تصف طفلاً
اقتباس:
فـهـناك ســأعرفُ عنواني ------ و أهــتـِّـكُ مـنـه الـعــيـنان ِ
أحببت هذا البيت كثيراً..وأشاطرك أن هتك عيونهم قد يشفي الغليل..وفيه من الجزالة والقوة ما يناسب البيت الأخير في قصيدة
حورس,
اقتباس:
لقد أُنسيت ُ طبيعتي في الإلقاء لأغدو ممثلاً يرشقُ أبيات الشعر رشقاً
عتبي عليك فيما سطرت هنا كبير جداً
فقد تكون كتبت ألف بيت شعر..ولكنها المرة رقم واحد التي تلقي فيها..وشتان بين كتابة الشعر والإلقاء فأنت إذ تكتب الشعر ترصف مشاعرك أمام القارئ وتترك له حرية تخيل الانفعالات ودفق المشاعر أثناء قرائته ولكنك إن ألقيت شعرك أمامه ..قيدته وحددت استمتاعه بكلماتك بما تظهره أمامه فقط وإن فشلت في إظهار الحزن في مواضعه والفرح في مواضعه والشدة واللين والشوق و و و ..وحتى الهدوء..هناك طريقة في إلقاءه على مسامع الآخرين وما الإلقاء إلا تمثيل..ولكنه ليس مصطنعاً..وانما محاولة لاخراج كل طاقاتك التي قد يخادعك فهمك الذاتي لما كتبته أنت..فلا تجيد إخراجه للناس ودعني هنا "وإن استطردت" أشبه الأمر لك بالآتي لنتخيل معاً أن أحدهم أهانك وجرح مشاعرك وبالغ في تقريعك أو ذمك أو توبيخك ظلماً ولنتخيل أن هذا الـ "أحدهم" هو شخص عزيز وغال عليك كثيراً
فأنت في موقف الرد عليه.."وهو يعلم ولو في قرارة نفسه بأنه ظالم" ..فإنك توصل إليه من مدى القهر الذي في داخلك ومدى انزعاجك ومدى الألم الذي سببه لك بقدر ما ترد عليه بالكلام فبعدد كلاماتك..وبقوتها..وبمدى براعتك في اختيار وانتقاء ألفاظ للرد عليه وتوبيخه وتقريعه ربما...أو فلنقل بمعاتبته ولومه..فأنت بهذا القدر فقط..قد أخذت حقك منه وبهذا القدر فقط أوصلت له ما يعتمل بداخلك
ولكن فالنتخيل"أيضاً"..أن ردك كان الصمت....ولا شيء سوى الصمت
فأن كل الكلام في الدنيا لن يكفيه ليتخيل مدى غصبك..وكل ملامات الدنيا أقل من تخيلاته في تخيل لومك له..بل وسيعاتب نفسه بأكبر من القدر الذي كنت لتعاتبه به وإن تخيل منك توبيخاً..فسيتخيل أكثر وأكثر ..بل ولمرات متعددة ومتكررة ممكا كنت لتستطيع توبيخه به
أي أن شعورة بالذنب "وإن لم يعترف به حتى في قرارة نفسه" سيزيد عليه أمام صمتك الطين بلة..بل وستصبح مستنقعاً
لأنك ولسوء حظه ..لم تعينه بتزويده بالقليل اليسر من جام غضبك "وإن كان عظيماً" إلا أنه يبقى محدوداً بمقدار ما أظهرته إبان الرد
ولكن,,دعنا نتخيل أيضاً وأيضاً
أنك لابد وأن ترد عليه..فجلست إلى مكتبك وأخذت قلمك ورحت تتفنن برصف الكلمات المجرحة..وتمارس كل مقدراتك في الكتابة لتجعل من كلامك سماً يحتسيه ومن ألفاظك زعافاً يتذوقه..فلم تدخر وسعاً ولم تتوانى عن الكتابة والشطب وإعادة الصياغة لتخرج بملامة أو تأنيباً لو أنه مات لكان أرحم من أن يقرأه أو يسمعه
وهذا هو يا صديقي التدريب على إلقاء الشعر
قل لي كيف حسناً سأجيبك
أنت في مثالنا إذ صمت..فأنت كشاعر يترك للقارئ حرية تخيل القاء هذه الأبيات أمامه وإذ تتدرب على الإلقاء..كصديقنا الذي جلس إلى مكتبه يكتب رسالة مسمومة الكلمات " وعندما لا تتدرب على الإلقاء" فأنت الشخص في بداية المثال الذي رد على الإهانة وحدد خيال المستمع إلى الشعر بأسلوبه الذي طرحه"
استفضت كثيراً أليس كذلك
ولكن يا أخي..اعتبر التدرب على الإلقاء ..صقل لموهبة منّ الله بها عليك..ولكن ثلة من بعض المحبين والأخوة والأصدقاء يحاولون تلميعها بأجمل ما ينصحون فالألماس بلا صقل..فحم أسود
وأتمنى لك التوفيق...ولا تشك بذلك فروعة ما تقدمة أنت من روعة ما نقدمه نحن فكلنا واحد
وهنا أعترض على جيوش الصلبان فليست بحرب صليبية تشن على المسلمين فقط..بل لها أهداف سياسية وأخرى
مادية كثيرة.. كمان أن المعروف أن دوراً عظيماً لليهود فيها
صحيح و لكن التاريخ يؤكد ما ذكرت حيث إن بدء الحرب يتقاطع تاريخياً بالشهر و
اليوم مع بدء الحملات الصليبية "و هذا ليس محض صدفة طبعاً" و مع أهدافها أيضاً كما أن ما ذكرته على سبيل الذكر لا الحصر و من باب ربط الحاضر بالماضي أيضاً و تأكيداً على مقولة أنّ التاريخ يعيد نفسه و لا جديد تحت الشمس و للتذكير بماضينا
اقتباس:
يا لـيـتَ ضلـوعي بـارودٌ ------ فـي أيـديـهـم فـي المـيدان ِ يا لـيت عظامي من حجر ٍ ------ فـي أيـدي طـفـل ٍ ربـَّاني
مع أن سبب أقتباسي لهذه الأبيات هو جمالها حقاً ولشدة ما أثارته فيي من طرب..
وحمية إلا أنني أتسائل الآن هل اضطرتك القافية لكلمة "رباني" أعتقد ذلك..فهي وإن كانت صفة مستخدمة..إلا أنها لا تصف طفلاً
لا أبداً لا دخل للقافية فيمكن إيجاد عشرات الكلمات البديلة و التي تصلح فكما تعرفين أن هذه القافية غنيّة جداً و كان يمكن أن أضيف عدداً من الأبيات الأخرى الحاضرة
في ذهني ولكنّي خشيت الإسهاب و الإطالة و نعود إلى الربانيّة الربانيّة صفة و ردت في القرآن من باب النسبة إلى الرب تعالى ففيها من التكريم و
التشريف و التعظيم الكثير و يستحق الطفل المقاوم هذه الصفة عن جدارة كونه
الوحيد المدرك و المنفذ لتشريعات الرب و أحكامه أضف إلى أن التناقض الوارد بين (الطفل-الربانيّة) فيه معنى من الجمال يبهر
النفس عند التطرق إلى المعاني و لو أن فيه شيء من المبالغة التي لا يمكن أن أعدها
مبالغة
--------------
هنا أشكرك ِ مرة ثانية على الرد الرائق العذب الجميل المترقق السليل الذي يروي الغليل و يشفي العليل و أنتقل إلى
الإلقاء
اقتباس:
فقد تكون كتبت ألف بيت شعر..ولكنها المرة رقم واحد التي تلقي فيها
بالنسبة إلى الأولى لم أصل إلى هذا العدد الكبير في كل ما كتبت مع أنها إحدى آمالي أن يكون هكذا عدد في قصيدة واحدة لتكون ألفية فلسفية .....
أمّا الثانية تكون صحيحة إن حصرناها في الجامعة فقط ....
و أمـّا عن المثل الذي طرحتيه و -لله المثل الأعلى- فلا أخفيك ِ فيه من الإيضاح و
الجمال ما يُسر القارئ و ييسر الفهم على من فقده
و لكن أن يقرأ الشاعر القصيدة يعني أّنه يقرأ بعضه .... و ليس من السهولة أن يعبر عن ما يدور في نفسه من مشاعر متصلة بالحب و
الرسيس و الوله ِ و التبل و خصوصاً إن كان في الأبيات شيء من الإنكسار للحبيب بينما يختلف الوضع عندما ينشد قصيدة في الوطن أو الفخر أو المدح لأنّ في الأول ما يعارض تكوينه و اعتزازه بنفسه و في ثاني ما ينسجم مع ما ذكرت
و لكن لا أخفيك ِ أني قلت ما قلت من باب النكة و الترويح عن النفس لا من باب
الإعتقاد الجازم بالأمر
كما أنّي أفضل أن ألقي القصيدة على أن تــُــقرأ بالتأكيد
اقتباس:
ولكن يا أخي..اعتبر التدرب على الإلقاء ..صقل لموهبة منّ الله بها عليك..
ولكن ثلة من بعض المحبين والأخوة والأصدقاء يحاولون تلميعها بأجمل ما ينصحون فالألماس بلا صقل..فحم أسود
الحقيقة لا مجال للتعليق هنا ......و هذا ما أبرر به لنفسي للمتابعة مع أنّ الفحم الأسود لم يعجبني ................. ههههههههههههههه
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى