عبد الرحمن الحلبي,
أبيات خفيفة وجميلة .. حبذا لو تطيلها
فَقَدَ الأحبّةَ فامتطته جراحهم...... فكأنّ من طيب الجراح شذاك
ذكرتني بما قاله أبو نواس : "وداوني بالتي كانت هي الداء"
يا زهرتي جرح الأحبة شعلة ......تكوي شغافي لو ترى عيناك
رأيت التقاء تضادين معنويين هنا ، فحين نقرأ (جرح - تكوي) نشعر بالألم لما تعانيه، ولكنك حين أضفت (الأحبة) للجرح وجعلته (شعلة) والتي توحي بدفء والبيان فقد عدّلت هذا الألم وأحسستنا بتلذذك بالعذاب والإحساس بالحنين للأحبة
أما كلمة شغاف ، فجاءت رائعة مع فعل الكوي، فشدة هذه النار حرقت شغاف قلبك وهي لا تدري مدى عذابك، فكأنه قبل جملة (لو ترى عيناك) كلمة (آآآه) طويلة
هجروا فؤادي يالهم من إخوة....... أبكوا أخاهم بالذي أبكاكِ
لمَ قلت (إخوة ) هنا ؟؟ ما علاقتها بالأحبة ؟
وما الذي أبكاك وأبكاها ؟
ونكتب (أبكوا) مع ألف التفريق
تبكي القلوبُ الذائباتُ عيونَهم ....... لكنّ قلبي ماله من باكي
بيت مؤثر
شعرت فيه بضياعك ووحدتك التي صورتها لنا بكلماتك
ولدي بعض الملحوظات البلاغية ..
استخدمت التصريع في البيت الأول ، وهذا من سمات الشعر القديم 
ونلحظ أسلوب الاستفهام في الشطر الثاني من هذا البيت وهو من أساليب الإنشاء من باب علم المعاني، هذا الاستفهام جعلنا نتابع قراءة أبياتك لنعرف سبب بكائك وشكواك، وفي هذا الاستفهام معنى النفي .. فكأنك تقول ان لا يوجد مثلي باك ٍ أو شاك ٍ
كما أنك استخدمت النداء أيضا مرتين ، وهذا أكّد لنا مدى بعد الأحبة وإحساسك بالغربة دونهم، فياء النداء هذه للبعيد .
ونرى أن قولك (زهرة) هو استعارة للحبيبة ، وهي ليست أي زهرة بل هي زهرة للقلب وفيها إيحاء بحياته .
سلمت يداك ..وأتمنى ان أقرأ لك قصيدة لا أبياتا