حورس,
الحق يقال .. أنني مذ نزلت هذه القصيدة في البوح كنت من أوائل قاريئيها وعقدت العزم على الرد والسؤال نقد
أكثر ما جذبني في قصيدتك هو ذلك الوزن المحكم الذي بنيتها عليه، وتلك القافية الهائية الجميلة والتي ذكرتني بهائية بشار بن برد
قافية الهاء هنا أكدت لي فكرة التوحد فالهاء حرف مهموس يكاد لا يفارق الفم، وكذلك روح المحبوب التي تتوحد في الحبيب فلا تفارقه
أما وزن قصيدتك فأظنه المتدارك : فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن، مع تطبيق جوازات البحر طبعا . وهو بحر سهل ذو موسيقى سريعة وقد لمسناذلك أثناء القراءة .
وفي (توحد) لم نجد كلمة (توحد) واحدة، إلا أن كل كلمة فيها تعطينا هذا المعنى، مما جعل للعنوان خصوصية جميلة تختلف عن خصوصية القصيدة فبدا أن لكل منهما استقلاليته واشتراكه مع الآخر في آن معا
قد صوّرت المحبوب خمرا وحزنا وبكاء وغناء ويقينا ، ولكل صفة خصوصيتها التي ذكرتها
ثم وصفت بكل جمال أثره الباهر عليك وماذا فعل في عروقك ودماءك، لتختم في النهاية حبك لهذا التأثير وهذا الهيام على الرغم من كل ما تعانيه من عذاب في هذه الحب
وقد كثرت الاستعارات في قصيدتك، وذلك بمجرد وصفك للحبيب .
لكنني لا أخفيك أنني وقفت على بعض الجمل حائرة في معناها ، متمنية أن تشرحها لنتبيّن قصدك :
اقتباس:
مُلتـاعَ الـثغر مـعــربـدُهُ
اقتباس:
وفـــؤادي تـيـنـاً في يــده
وأظن أن هناك خطأ عروضيا في هذا البيت وتحديدا الشطر الثاني :
اقتباس:
وعروقي تسـري في دمهِ --- أن كان رضي أو يجحدهُ
ولديك هنا خطأ إملائي بسيط :
اقتباس:
و أمـــوتُ إذا يـنـأَ كـِـبــرَاً
ينأى ، أعتقد أنك تقصد الابتعاد
اقتباس:
و هـواهُ هـوى بالـعـقل ِ وما --- مــن عـقل ٍ بعـدُ أُسَــدِّدهُ
أرى أن أسدده غير ملائمة للمعنى، فأنت تقصد أنك لن تنشد العقل في هواه فقد سلب اللبّ ، لذا فإن (أسدده) هنا لم تبيّن المعنى تماما وقطعت الصلة بين كلمات البيت
أما قمة التوحد :
اقتباس:
و حـيـاتي رهـن ُ مـدامـعهِ --- وشــجـوني حـقٌّ يجحدهُ
اقتباس:
كـلَّا لا أدري مـــن أهوى --- فــأنـاهُ أنا لا مـَشهـدهُ
اقتباس:
و هواهُ كجـسمي يلبَـسُـني --- و الروحُ به ِ تـتجـسَّـدهُ
حورس,
تقبل تحياتي ومروري بتوحدك