هاهوَ رجلُ الوقتِ ذو الأصابعْ
يزورُ صفحتي للمرّةِ الثانية
ليسكب عليها الحبرْ
وينثرِ عليها العِطرْ
ويحسب عليّ العمر
ثانيةً... ثانيةَ

رجلٌ يُصلي بصمت
و يـتـألـَـم بصـمـت

ويتسلل إلى روحي مع مُضيِّ الوقت
فأضيعُ في ثيابيا
وأغدو امرأةً هيَ نفسها
لا تعرفُ من هيَ
في المرآةِ يبدو محتاراً وجهيا
وبصوتي تلاطمُ الأمواج
فهل سَمِعْتَهُ يوماًً صوتيا ؟!!!

وتأتي اللحظةُ التي
ترفعُ الساعةُ سبّابتَها و تتشاهدْ
فأدركُ ذاتيا
بأنّني مَن تتدحرجُ على سطور ِالكبار
ثمّ تقعُ في الهاوية
والتي تتطاول على مملكةِ الشعر
وكلّما كتبتْ قصيدة
يميعُ على صفحتِها الوزن
وتتبخرُ القافية
والتي تدورُ مع ذاتها على ذاتها
بنظريّةِ اللامركز ومنطقِ اللا زاوية

أنا تلك الأنا , وإن تسألوهُ من أنا
قدْ يقولُ لكمْ :
سُطورها باتتْ جزءاً من عيوني
وشكلُها أبجديةٌ في خياليا
فهو لا يعرفُ- يا أيّها القرّاء-
لا شكلَ عيوني وهما غارقتانِ في الكحل
ولا رسمَ ابتسامتي
ولا طبعَ دموعيا

هذا هو وتلك هي أنا
فهل ستتّبعون في الصحفِ غداُ
أخبارهُ وأخباريا
وهل سأسمعُ النساءَ في حيِّ القوافي
يتساءلنَ من يكون رجلُ الوقتِ هذا
بل أصلاً مَن تكون هيَ؟ِِ!!!