إيجابيات الأوضاع الراهنة
من بعد التحية والسلام .. مما لا شك فيه ولا ريب أن الكل يشهد في بلادنا سوريا أوضاعا ولتسمها ما شئت فلا أريد أن أقحم التسميات السياسية فموضوعنا اجتماعي بحت بعيد عن أي أجندة سياسية .......
في البحث في إيجابيات من بين الكثير من هذا الذي نعيشه نرى تشابكات قد حلت واقترابا بين الناس لا مثيل له ففعلا ومنذ ولادتي لم أرى تكاتفا كهذا التكاتف كأغصان شجرة قوية طويلة العمر .. لقد زاد التواصل بين الأقارب ومن تجربة أكاد أجزم بأن الكل يعيشها بالفعل تكلمنا مع أشخاص كنا نظن أنهم يكنون الكراهية لنا أو بالعكس و بات النقاء في الظنون واضحا جليا.. زاد التواصل بين الأقرباء والأصحاب و قد محيت من الذاكرة جميع المشاكل واختلافات النظر وشوائب الأيام الماضية ومن منطلق كلمة "البلاء رحمة" تكون هذه الأفعال في دائرة هذه الكلمة .. أصبح الجار يهب ويقوم بمساعدة جاره والسؤال عنه ومساعدته حتى لأي غريب بغض النظر عن بعض المشاكل والتي لا ننكر وجودها .. قد نُسيت الفوارق المقيتة التي بنيت بسبب ما مثل نسيان الفوارق بين ابن المدينة وابن الريف أو بين غني و فقير وحتى بين متعلم أو جاهل و أصبح الجميع في خانة المساواة وكأنه يوم حج عظيم أو ما شابه .. أزيلت تلك الأمور حتى في قلب المدينة فكما قال الشهيد ابن حمص العدية هادي الجندي رحمه الله " لم أرى في حياتي ابن حي الإنشاءات وهو حي راق في مدينة حمص لم أره في حياتي يتواصل ويمشي مع حي أدنى منه" ربما اجتماعيا أو ماديا.. أو من تلك الفوارق الفارغة المعنى والتي كونها شيطان الغرور ومن سواه .. أصبح القرب يدلي بنقائه وجماليته رغم الجراح والموت والحزن والألم .. وبرؤية واضحة للجميع وبأمر رأيناه كيف تكاتفت جميع المناطق والأحياء بمساعدات واهتمام لا مثيل له من مساعدات غذائية وماء وحاجات للمعيشة والتبرع بالدم للجرحى وغيرها الكثير..لا أبدا لم نشهد كهذه الألفة وربط الأيدي سويةً لمقاومة مصاعب وشدائد الحال .. تفتحت الأذهان وازداد النقاش المنهجي والذي يصبو لنتائج إيجابية أغلب الأحيان .. ولذاتي قد تصالحت وأصدقاء كانت مشاكل الزمن قد فرقت بيننا .. أصبح الناس يحتوون بعضهم في هذا الكرب وقلت أرصدة الكره إلى الصفر أو فوقه بقليل .. ازداد التوجه للدين والتعمق فيه حتى أن الناس الذين ما كانوا يهتمون بدينهم وعبادتهم بدؤوا بفعل ذلك وازداد الخوف من الله عز وجل تقربا وعبادة وتضرعا .. وانمحى ذلك الشيء الكريه من فكر البعض ببعض السخرية عندما يشاهدون شخصا يقرأ القرآن أو يكون مداوما على طاعته لله والذهاب للمساجد حتى أنني وجدت أناسا لم يدخلوا المساجد أبدا ولم يقوموا بأداء صلاتهم أبدا بدؤوا بذلك فعلا .. خف البخل وزاد العطاء وقويت صلة الرحم والكل خاضع لهذا الدرس من دروس هذه الحياة علّه ينجح في فهمه وينجح في امتحانه في الصبر ..
"وبشر الصابرين" صدق الله العظيم ..

15/12/2011 أخوكم سليمان الحسن