النص العربي:
" جوامع الكلم "
يقول الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ):
كن على حَذر من الكريم إذا أهنته ...
ومن اللئيم إذا أكرمته ...
ومن العاقل إذا أحرجته ...
ومن الأحمق إذا مازحته ...
ومن الفاجر إذا عاشرته ...
- - - -
إني ذقت الطيبات كلها...
فلم أجد أطيب من العافية...
وذقت جميع أنواع المرارات...
فلم أجد أمر من الحاجة إلى الناس ...
وحملت الصخر والحديد...
فلم أجد أثقل من الدين ...
إن الدهر يومان .. يوم لك .. ويوم عليك
فإن كان لك ............ فلا تبطر...
وإن كان عليك ........ فاصبر....
فكلاهما .............. سينحسر
د. محمد نهار المزعل a écrit:
"طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد"
الأخلاق أثمارٌ بذورُها الوراثة، و تُربتُها التربية، وسقياها العلم، والقائمون عليها هم رجال الحكومة، بناءً عليه، تفعلُ السياسةُ في أخلاقِ البشر ما تَفعله العناية في إنماء الشجر. نَعَمْ، الأقوامُ كالآجام، إِنْ تُركتْ مهملة تَزاحمتْ أشجارُها وأفلاذُها، وسَقُمً أكثرها، وتَغلَّبَ قويُّها على ضعيفها فأهلَكَهُه، وهذا مَثَلُ القبائل المتوحشة. وإِنْ صادفتْ بستانياً يهمُّه بقاؤها وزهوها، فَدَبَّرها حسبما تطلبه طباعها، قَويتْ وأينعتْ و حَسُنَتْ ثمارها، وهذا مَثَلُ الحكومة العادلة. وإذا ابتليت ببستانيٍّ جديرٌ بأنْ يُسمَّى حطاباً لا يعنيه إِلاَّ عاجلَ الاكتساب، أفسدها وخرَّبها، وهذا مَثَلُ الحكومة المستبدة. و متى كان الحطاب غريباً لَمْ يُخلَقْ من تراب تلك الديار، وليس له فيها فَخَار ولا يلحقه منها عار، إنما هَمُّه الحصول على الفائدة العاجلة و لو باقتلاع الأصول، فهناك الطَّامة وهناك البوار. فبناءً على هذا المثال، يكون فِعلُ الاستبداد في أخلاق الأمم فِعلَ ذلك الحطاب الذي لا يُرجى منه غير الإفساد.
ص136 من كتاب الرحالة ك: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي، دراسة وتحقيق د. محمد جمال طحان. الناشر: الأوائل – دمشق – 2003.